هكذا تتراءى لنا من الفضاء! بلورة عتيقة يتلاحق فيها اللونان الأزرق والأبيض في تجانس جميل بين حقيقة الماء الأزرق والسحاب الأبيض ليحكيان معا صفة كوكبنا الفريدة.  تتميز الأرض عن غيرها من الأجرام الفضائية بمقومات الحياة الطبيعية؛ فالغلاف الجوي المحيط بها يتألف من عنصري النتيروجين والأوكسجين بنسبة -78% و 21%- على التوالي، مما يعزز فرص نمو الأنواع المختلفة من الأحياء على سطحها ، كما أنه يقودونا إلى استنتاج أن الأرض هي الكوكب الوحيد القادر على احتضان الحياة دون كل كواكب مجموعتنا الشمسية.

تدور الأرض حول الشمس في حركة إهليجية تقطع خلالها متوسط مسافة تقدر بحوالي 149مليون كليومتر (93 مليون ميل)، وهي الكوكب الثالث في ترتيب الكواكب الأقرب إلى الشمس مما يعني أنها تحتل موقعا وسطا بين كواكب النظام الشمسي، يضاف إلى ذلك أن الأرض خامس أكبر الكواكب حجما في النظام ذاته.

يحيط بالأرض حقل مغناطيسي ناتج عن تدافع قوتين متضادتين في الاتجاه ومتساويتين في المقدار هما: قوة الدوران السريع للأرض (حول نفسها وحول الشمس) من جهة، وقوة انصهار مواد النيكل والحديد في مركز الأرض من جهة أخرى. هذا الحقل المغناطيسي يتحد مع الغلاف الجوي للأرض ليشكلا معا درعَا واقيَا يحمي الحياة على سطح الكوكب من التأثر بالأشعة الضارة التي تصدرها الشمس أو ترسلها الكواكب الأخرى القريبة من الأرض؛ إذ يعمل المجال المغناطيسي على حجب الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس باتجاه الأرض لأن بعض هذه الجسيمات تلحق الأذى بالخلايا الحية.

إن غالبية النيازك تحترق في الغلاف الجوي قبل ارتطامها بسطح كوكب الأرض. و لم تزودنا المسوح الجيولوجية لطبقات الأرض بأي مؤشر على حدوث اصطدامات قديمة بين الأرض وهذه النيازك، و لكننا نستطيع أن نفسر ما تم اكتشافه من فجوات سطحية أو عميقة خلَّفْها ارتطام النيازك في القشرة الأرضية ؛ من أن غالبية هذه الاصطدامات قد حصل بعد فترة وجيزة من تشكُّل الأرض.

للأرض قمر وحيد، هو قمرنا الذي نراه كل ليلة نورا في السماء يبث لنا حديث الكون.