|
|
|
|
|
Latest News |
|
|
|
|
|
|
Set as Home Page |
|
|
General |
|
Man as Symbol Maker
Theodore Peterson, et al.
Traditionally, philosophers have set man apart from other animals because of his powers of reason. But man has another faculty which also distinguishes him from other animals - his ability to communicate by symbols. He is the one creature that reacts not only to his real physical environment but also to a symbolic environment of his own making. A hungry dog reacts to food by eating it. A man might, too, but just what he eats often depends on symbolic considerations. He may avoid some foods for fear of offending the deity; he may eat others for their reputed curative powers; he may even eat some, such as caviar, for status.
What all of this means is that man has an environment far different from that of other creatures. Most creatures live in just their physical environments. They receive stimuli, and they respond to them. They have no sense of past, no sense of future; as Kenneth Boulding reminds us, a dog has no idea that there were dogs on earth before he arrived and will be here after he has gone. But man, by creating a symbolic world, has given reality a dimension known only to the human species.
Between the mere stimulus and response of other creatures, he has erected a symbolic system that transforms the whole of human life and sets it apart from the life of all other animals. This distinctive mark of human life is not necessarily related to man's rationality (or to his irrationality, for that matter). It is a remarkable achievement that has taken man out of a merely physical universe and put him into a symbolic universe of language, art, and myth.
Man does not confront reality first-hand. Instead of always dealing with things themselves, as other animals do, he develops ideas about things. He so envelopes himself in linguistic forms, in artistic images, in mythical symbols, or in religious rites that he cannot see or know anything except through his symbolic system. As Epictetus said, "What disturbs and alarms man are not the things, but his opinions and fancies about the things."
Reality of course contains all the things which are given to man by his senses; but the framework and structure of reality are not something which man can touch or directly see. They are something intellectual, something he can perceive only indirectly through symbols. Animals react to outside stimuli either directly or not at all. Men, on the other hand, respond largely in a cerebral, invisible way. They produce images, notions, figments of all sorts, as symbols for ideas about things. A cat may cower under a porch during a thunderstorm; only a man would interpret the storm as a sign of a god's wrath. For man the symbol-maker, then, the world is mainly a pseudo-world, a web of symbols, of his own making.
Yet his pseudo-world is not sheer fantasy. Even the mythologies of man, like mathematics, language, and the formula E = me2, are his rational and practical efforts to deal with experience. They are attempts to organize his sensations and to build up around them symbolic systems that give meaning to his existence.
As a result, man's world is different from that of other animals, for it is both more and other than the physical stimuli which surround him. More important, it is precisely this symbol-making function that makes human communication and the social process possible. ...
|
الإنسان صانع للرموز
ترجمة: غادة عبد الله
مما تواطأ عليه الفلاسفة جيلاً بعد جيل أن يصنفوا "الإنسان" في رتبة مستقلة يغاير بها التصنيف العام للحيوانات لما جبل عليه الإنسان من قدرة على التواصل باستخدام "الرموز". فهو الكائن الوحيد الذي لا تتقيد أشكال استجابته بمحيطه المادي القريب فحسب، بل يتجاوزه إلى عالم رمزي من صنعه كذلك. إنّ الكلب الجائع يتفاعل مع الطعام بالأكل فقط، وهكذا قد يصنع الإنسان! إلا أنّ ما يأكله الإنسان يتوقف إلى حد كبير على اعتبارات رمزية. فقد يحرِّم على نفسه ألواناً من الطعام المحرم في الدّين والعقيدة، بينما يتناول أنواعاً أخرى أملاً في الشّفاء، وقد لا يتناول الطعام جوعاً بل زينة وتفاخراً ورغبةً بالتباهي أمام الناس بانتمائه لطبقة اجتماعيّة مترفة. كل هذا يوحي إلينا أن ثمّة بونٌ شاسع يفرق بيئة الإنسان عن بيئات الأحياء الأخرى. فغالبية الكائنات الحية تستقبل المؤثرات من محيطها ثم تتفاعل معها في حدود البيئة المادية المحسوسة ولا أكثر، فهي كما يقرر كينيث بولدينج (1910 – 1993) لا تمتلك إدراكاً أعلى للشعور بالزمن "إذ لا تُلقي بالاً للماضي الفائت ولا تنتظر المستقبل القادم!" فحيوانٌ مثل الكلب لا يمتلك خبرة عن أنواع الكلاب التي سكنت الأرض قبله، ولا يشغله تلك التي ستأتي بعده. أمّا الإنسان، فإنه استطاع بإنشائه عالم الرمز لديه أن يلقي على هذا المحيط المادي أبعاداً أكثر عمقا جعلت من الواقع القريب شكلاً فريداً يُعرف بانتسابه إلى الجنس البشري.
وبين حدَّيْ المؤثِّر والأثر القائمَين عند المخلوقات الأخرى؛ تمكّن الإنسان من أن يبني نظاماً رمزياً ينقل كل أنشطة الحياة الإنسانية ويسجِّلها بصرف النظر عن حياة الحيوانات الأخرى. وهذه العلامة الفارقة للحياة الإنسانية ليس بالضرورة أن تكون ذات صلة بالصبغة العقلانية عند الإنسان (أو بحدسه الغريزي، في هذا الصدد)، فاختراع (النظام الرمزي) يعد إنجازاً استثنائياً نقل الإنسان من ضيق الكون المادي إلى رحابة الرمزية التي تمثلت في اللغة والآداب والفنون والأساطير.
إنَّ الإنسان لا يقوى على مجابهة الحقيقة الماثلة أمامه مباشرةً. وبدلاً من الاكتفاء بالتعامل دوما مع ظاهر الشيء كما هو سلوك عموم الحيوانات؛ فإنَّ الإنسان طوَّر أفكارا حول الأشياء، وغلَّف حياته بالكثير من الأشكال اللغوية، في الصور الفنية والرموز الأسطورية والطقوس اللاهوتية، حتى أصبح الرمز هو مفتاح مشاهدته ومعرفته الأول. وكما قال إبيكتيتيوس (55 ق.م - 135 ق.م): "ليست الأشياء في ذاتها ما تثير قلق الإنسان وذعره ، وإنما هي رؤاه وخيالاته عن هذه الأشياء". وبالطبع فإنَّ الواقع يحوي الكثير من المعطيات التي توهَب للإنسان عن طريق حواسه، ولكن كيفية نشوء الواقع أو هيكلة جوهره فهو أمر لا يمكن للإنسان أن يمسَّه أو يشاهده مباشرة، فهي أشياء تخضع لإعمال العقل، أشياء ما كان بالإمكان فهمها إلا بصورة غير مباشرة ومن خلال الرموز فقط.
وبما أنَّ الحيوانات قد تستجيب للحوافز الخارجية أو لا تستجيب على الإطلاق، فإنَّ البشر على خلاف هذا يتفاعلون بشكل أكبر من خلال مخاطبة العقل وعبر إشارات ذهنيّة خفية. فهم يُخرجون صوراً ونظريات ونسجاً من الأدوات في كل الحقول؛ لتكون بمثابة رموز لأفكارهم حول الأشياء. فإذا كانت القطة تجثم مرتعدةً تحت الشّرفة أثناء عاصفة رعدية؛ فإنَّ الإنسان وحده من يفسر هبوب العاصفة على أنه آية على غضب الرب!! ومن ثمَّ فإنّه بالنسبة للإنسان -صانع الرمز- يغدو العالم الأساس لديه هو العالم المُصطنع منسوج من رموز صنعها الإنسان.
وبعدُ، فإن هذا العالم المصطنع ليس محض خيال! فحتى الأساطير الإنسانية يتم التعامل معها على أنها تمثل نضج الإنسان وما بذله من جهد عملي لاكتساب الخبرة شأنها في ذلك شأن الرياضيات وعلم اللغة والصيغ الرياضية والمعادلات الحسابية. كما إنَّها تعطي صورة عن محاولات الإنسان لتنظيم أحاسيسه وتشييد نظام رمزي يحيط بها مما يعطي معنى لوجوده. نتيجة لذلك، فإنَّ عالم الإنسان مختلف في هذا عن غيره من الحيوانات الأخرى ، فهما يتعرضان للحوافز الخارجية على حد سواء، بل يزيد عالم الإنسان بما يدور حوله من المؤثرات المادية. والأهم من هذا كله أن ندرك بأنّ دقة هذا الرمز المصوغ هي ما جعلت التواصل الإنساني و التعاملات الاجتماعية أمراً ممكناً.
... |
Theodore Peterson, et al.
|
ترجمة: غادة عبد الله
|
|